مراجعة فيلم Submarine :
– مقدمة /
التجربة الأولى للبريطاني “ريتشارد آيوادي” في مجال الإخراج السينمائي، وأرى أنها تجربة ناجحة كونها مختلفة ومميزة من حيث السرد وطريقة العرض، ناهيك عن النص الفريد وغريب الأطوار المقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب Joe Dunthorne. الفيلم يعتبر خليط بين الدراما والرومانسية، والكوميديا الإنجليزية الجافة، بطولة كل من: كريغ روبيرتس, ياسمين بيج.
– النص /
نص الفيلم مقتبس عن رواية الكاتب Joe Dunthorne، لكنّ المخرج “ريتشارد” شاركه أيضًا في كتابة النص السينمائي للفيلم، حيث تدور أحداثه حول طفلٍ يُدعى “أوليفير تيت”، أوليفير شخصية غريبة الأطوار، يبحث قبل أن يصل لعيد ميلاده على فرصةٍ لفقدان عذريته، كما أنّه يريد أيضًا أن يخمد الشرارة التي ظهرت مجددًا بين أمه ومحبّها السابق، حيث يواجه “أوليفير” غير هذه التحديات حالة ذهنية معقدة، فكلنا نعلم كيف هي حال سن المراهقة. النص مقسم لعدة أجزاء، أفضل هذه الأجزاء هو ذاك الذي يعرض لنا العلاقة غير الناضجة بين أوليفير وجوردانا، كان جُزء مشوق وجديد كليًا.
– الإخراج و السرد /
كما ذكرت، هذه هي التجربة الأولى لريتشارد آيوادي في مجال الإخراج، واختلاف هذه التجربة ميزها كثيرًا، إذ كان السرّد مبتكرًا بطريقة جذّابة، فالفيلم مقسّم لعدة فصول، كل فصلٍ له لون معين، فنشاهد في الفصل الأول كيف للون الأحمر أن يطغى على أحداث ومشاهد العلاقة الفريدة التي صارت ما بين أوليفير وجوردانا، حيث التمرّد الذي تحدثه جوردانا دائمًا، وأفكار أوليفير التي تنشأ مع كل رحلة يخوضها أثناء بقائه هو وجوردانا معًا. اللون الأزرق يظهر في الفصل الثاني من الفيلم، حيث تُعرض الحالة الزوجية بين والديه، وحالة اكتئاب والده التي كانت مصاحبة له منذ المراهقة. هكذا ينتقل الفيلم بنا من مشهد إلى آخر، إخراج الفيلم مُختلف وكان في المستوى المطلوب.
– التمثيل و الموسيقى /
الأداء التمثيلي لكل الطاقم كان جيدًا، الكل على نفس المستوى، الممثل الشاب “كريغ” أدى دوره بصورة جيدة جدًا، لنرى من خلال أدائه الشخصية السينمائية الفريدة من نوعها، حيث الاكتئاب والوحدانية والأفكار الغريبة غير المتوقعة، كما أيضًا المشاعر المتقلبة. شخصية “جوردانا” التي أدت دورها الممثلة الشابة “ياسمين” كانت رائعة، شخصية سايكوباتية متمردّة. موسيقى الفيلم الرائعة من تأليف وصناعة المُبدع Alex Turner، موسيقى وأغانٍ منوعة وجميلة ذات إحساسٍ فريد، جعلت كل المشاهد تنتقل إلينا بالصورة المطلوبة.
– خاتمة /
فيلم Submarine لم أتقبله في بادئ الأمر كونه تجربة سينمائية مختلفة، لكن عندما تُعطي هكذا أفلام فرصتها، بالتأكيد ستشبع رغباتك. الفيلم مليء بالأفكار المختلفة، تلك الأفكار التي تكون أنت صانعها لا الكاتب ولا المخرج، كما أنني عندما أصف شيئًا بالغرابة، فأنا هنا أصفه بالإبداع، ولهذا غرابة هذا الفيلم جميلة، جديدة، مختلفة، أرغب في كل عشّاق السينما أن يخوضوا تجربة مشاهدة هذا الفيلم، فمن الرائع مشاهدة الأفلام التي تدور حول سن المراهقة. إذا لم تكن لك تجارب سينمائية بعيدًا عن هوليوود، فسيظهر لك الفيلم مملاً ولن تتقبله، ولكن إن كنت تُحب السينما، فأنا أنصحك بتجربة مشاهدة هذا الفيلم.
Leave a Reply