الصداقة الحقيقية! ما هي؟ دائمًا ما نستمع إلى هذا المصطلح ونقرأ على أنه من الحالات النادرة جداً، ولكنّه وفي حقيقة الأمر ليست من الأمور التي يمكنك كسبها بطريقة سهلة وسريعة، فالصداقة معناها كبير، لا شيء أفضل منها، ثمينة ونادرة، وقلة من بإمكانهم كسب هؤلاء النوع من الأصدقاء، النوع الذي يظهر وقت الشدّة، شدّتك أنت وظرفك بالنسبة له أولى من أيّ شيء آخر! النوع الذي يُسبقك على نفسه في كل شيء، يضحي من أجلك حتّى يُسعد نفسه! النوع الذي وبكل بساطة.. حقيقي، سعادته مرتبطة بسعادتك. تخيلوا معي وجود أمثال هؤلاء في بنغازي، مجموعة تضحي من أجل نفسها، وتحاول بأقل إمكانياتها أن ترفع صديقها وزميلها للأعلى، هذه المجموعة كتبت هذه الأيام قصّة لا تُشبه غيرها، حالتها وظرفها وزمنها قياسي، لكنّها عظيمة، غير مقتبسة، وأبطالها كُثر، من فتيان وفتيات شباب بنغازي الرائع. هكذا كانت القصّة…
قبل شهور قليلة أصابتنا فاجعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. “محمد بادي” أحد المصوّرين المميزين في بنغازي، وهو من الشخصيات الرائعة والحاضرة في كل حدث، حتّى أن اسمه أُرتبط بأحداث بنغازي، وقام شخصيًا بمزاملتي في عدة نشاطات شبابية بالمدينة، فصار عدسة الشباب في بنغازي دون أيّ مبالغة. بادي موهوب جدًا، تمتاز صوره بالأفكار الجديدة واللمسة الغير تقليدية، وأظنّه من بين أفضل المصورين الشباب في ليبيا، ولو أنّ صناعة السينما متوفرة، كان أسمه سيلمع مُباشرةً.
الفاجعة هي تعرض كاميرا المُبدع والصديق “محمد بادي” لإطلاق رصاص مُتعمد! تخيلوا ذلك؟! ظُلم من قبل أحد المُسلحين المنتسبين للجيش ودُمرت كاميرا بادي بمجملها، لنفقد نحن، ثمّ بادي.. ذكريات قيمّة وجميلة، كانت ولا زالت حاضرة. بعد الفاجعة.. تكلّم محمد بادي في الأمر وكم كانت مؤثرة كلماته التي نغزت شيئًا ما في داخلنا جميعًا، أصدقائه تأثروا قبله، ومن هنا بدأت الحكاية التي لم نكن نتوقع حدوثها بالفعل! كانت أشبه بالمُستحيل.
صديقي عيسى أفريطيس، قرر بنفسه وفكّر لوحده ليبدأ بكتابة القصة التي إذ تخاذل فيها، لما حدثت، عيسى صديق حديث لمحمد بادي، ولكنه كما ذكرت حدثت فيما بيننا روابط جديدة بعد القيام ببعض النشاطات الشبابية ببنغازي. رغبةً من عيسى.. إلى حُضن صديقتنا مينا الكاسح، أنطلقت الفكرة وقام كل منهما وبمساعدة الأصدقاء، وأصدقاء بادي أيضًا، أن تنطلق الفكرة ويتم جمع مبلغٍ يشتري لنا الكاميرا، فكانت البداية بعنوان ( كلنا من أجل كاميرا بادي ).. وعدد 50 صديق، على آمل أن يُجمع المبلغ كاملًا حتّى تصبح الفكرة والرغبة حقيقة! وهكذا بدأ المشوار الذي كانت مدته التقريبة 3 شهور.. كما أنَّ المبلغ وعلى الرغم من قيمته العالية، توفر بشكل سريع، وفي الموعد المحدد.. لأنه وكما قُرر أن تتم المسألة برمتها في الأيام المقاربة لذكرى مواليد بادي.
-
الصورة الجماعية لجزء من المجموعة ألتقطها “محمد بادي” بكاميرته الجديدة!
ونعمه الأصدقاء بجد خليتوني نبكي ربي يحفظكم كلكم وألف مبروك للأخ محمد يستاهل كل خير
LikeLiked by 1 person
رائعة الهدية , هدية روابط قوية , نسال اللع ان يجمع بها بينكم بالخير دائما
LikeLiked by 1 person