فيلم: Arrival
سنة صدور الفيلم: 2016
مخرج الفيلم: Denis Villeneuve
بطولة: Amy Adams, Jeremy Renner, Forest Whitaker
النوع الذي أفضّله بأفلام الخيال العلمي هو ذاك الذي يأخذ أبعادا فلسفية جديدة؛ أبعادا تبدو بسيطة أمام حجم النص وأحداثه إلا أنها تناسبني كثيرا وترضيني. فيلم Arrival ليس كمثيل أفلام المخرج “دينيس فيلنوف” السابقة والتي إن كان جميعها يلعب على أوتار النفس البشرية. النص قام بكتابته “إيريك هيسايرر” والذي بدوره كان مقتبسًا من قصة قصيرة للكاتب “تيد تشيانغ”. نص جيد وفضولي وإن كان لم يعمل على تكثيف البُعد الفلسفي الذي أعطاه جزءا ليس بالهين في ذات الوقت.
يمكن القول أن السؤال الذي يحاول الفيلم أن يحمله على كتفه يبدو في بادئ الأمر مبتذلا مكررا، لكن سرعان ما تكون الاجابة مرضية، فالبشر من الطبيعي أن يتساءلوا: لماذا حطت هذه المخلوقات الفضائية على أرضنا؟ ما الغرض من وجودكم بكوكبنا؟ الفيلم لا يشبه أفلام الخيال العلمي والفضاء الأخرى بأي جزء، رغم أن الكثير من أجزاءه باءت محاولاتها بالفشل وصار وجودها أمريكيا سخيفا. لذا، فقصة الفيلم تبدأ بهبوط مركبات فضائية غريبة الشكل على أراضي وبلدان مختلفة، ليقرر الأمريكيون البحث عن معلمة لغوية تجيد لغات عديدة ولها ثقافة ترجمة جيدة كي يحاولوا على الأقل معرفة السبب في تواصل الفضائيين معهم!
من ناحيتي: إخراج “دينيس فيلنوف” كان بالاتقان الذي عُرف عنه كالعادة. تعاون موسيقي آخر مع Jóhann Jóhannsson تكلل بالنجاح الفني الذي تجيده موسيقى الأفلام التصويرية، موسيقى ساحرة وبديعة كصورة الفيلم وأجواءه الغامضة والمشوقة.
ما هو البعد الفلسفي الذي ناسبني؟ ببساطة، مجموعة تساؤلات تم طرحها عبر الفيلم أثارت في داخلي الكثير، وهذا كطبيعة الفضول أو الصراحة التي تضفيه السينما على عقولنا وأفكارنا، عمّا إذا كان الذهاب إلى المستقبل أو المجهول صار حدوثه مبكرا ليتعايش حاضرنا معه؟ هل في حال عرفنا ما سيحدث في المستقبل من سوء وظروف قاسية وحزينة كفيل بأن يجعلنا راضيين؟ هل سنحاول تغيير الوجهة ونتصرف مع الحاضر بشكلٍ ينهي فكرة الوصول إلى المستقبل؟ أم أن خيارنا سيكون القبول والتعايش مع أيٍ كان؟
أداء في موضعه لإيمي أدامز يضعها بقوة بموسم الجوائز والترشيحات؛ شخصية المعلمة اللغوية “لويز” التي أدت دورها “إيمي” ينتقل من حالة إلى أخرى، لكنها حالات قصيرة ومحصورة قامت بتأديتها بالشكل المرغوب لا أكثر. “لويز” مترجمتنا جميعا، تحاول أن تتواصل مع ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ومع وجود شخصٍ غريب في محيطها. تحمل “لويز” على كتفيها مخاوف البشرية التي تأبى كحال حياتنا الطبيعية في أن تعطينا الفرصة على حل المشاكل التي نجيد حلها بالطريقة التي تناسبنا وتناسب المشكلة ذاتها.
فيلمٌ خيالي ببُعدٍ فلسفي بسيط وصورة بموسيقى بديعة، تجربة فيلنوفية جيدة حتى في وقوع بعض أجزائها. إحدى الأعمال السينمائية المميزة بالعام الماضي، وواحد من بين أكثر الأفلام تواجدًا بموسم الجوائز التي تبدو فرصه بالأوسكار جيدة على الصعيد التقني.
تقييمي: 7.5/10
Leave a Reply