حواري مع الشابّة جودي العثمان – سورية تمارس حياتها بشكلٍ فنّي

أحب الأنستغرام كثيرا، وأعتبره من تطبيقات التواصل الاجتماعي الناجحة والأولى من حيث اهتماماتي على الأقل، ولأنني أتصفحه كثيرا، مهتما بحسابات الكتّاب والمصوّرين والفنانين، أكتشفت على مدار السنوات الماضية أشخاصا مذهلون، وبالتحديد في الجانب الفني الذي يستهويني في كل شيء، لذا كنت حتى وبدون غاية مني أكوّن علاقات جيدة في هذا الجانب، تعرفت على عدد لا بأس به من الفنانين الذكور والاناث من العرب المبدعين بحق، والذي لا يقف فنهم على أسلوب واحد أو قدرة تقنية إلهية تمكنهم من تنفيذ أعمالهم بالشكل المطلوب فحسب، لكن الأمر كان يسع الكثير من الأفكار والاشارات والدلالات الملهمة والجميلة والغريبة في ذات الوقت، التي بدورها وبشكلٍ طبيعي تلمس الحاجز الذي يفصل بيننا وبين الحياة وتفاصيلها، فنرى هذه اللوحات البسيطة الملونة والغير ملونة كحالات فلسفية وعميقة، وموادا انسانية تمكننا من الغوص في جوٍ فني بديع وخاص تحترمه مشاعرنا قبل أن يلفت إنتباه رؤيتنا التي لا تكون صائبة في معظم المرّات.

تعرّفت صدفة بإحدى أكثر الحسابات الشخصية والفنية روعة بالنسبة لي، وأكتشفت خلالها وجود “جودي العثمان” الفتاة الخفيفة والبسيطة والظريفة جدًا، هي وأعمالها العميقة والمعقدّة، التي لا يخفى بأن النظر إليها مريح للعين وخامة فنية تمكّنني شخصيًا من التفكير أكثر، هذه الحالة أضافت لي بعدًا آخر حول الإلهام، فمتابعتي لجودي لم تعد تتعلق بشكلٍ أساسي بالعمل الفني الذي تؤديه عبر بعض اللوحات والخربشات كما تسميها هي، لكن ممارستها للحياة أيضًا أصبح مصدر إلهام واعجاب كونه يلامس التفاصيل التي أحب، كما أن أثناء متابعتي لجودي لاحظت حالة من الحرية، وهي التي وإن مارست جزءا منها في حياتي، فهي لا تصل لحدّ ممارسة جودي لها، فهي واضحة لا تكلف نفسها الكثير، وهذا بكل بساطة ما جعلني أحاورها كي أزيح عني هذا الفضول الغير مربك أبدًا، لكنه فضول أريد من خلال إزاحته التعريف بها أكثر، رغم أنني فعلت الكثير في السابق وها أنا أفعل الكثير الآن…

 

 

– جودي، هل تعرّفينا عن نفسك قليلًا؟

جودي العثمان, 21 سنة, سوريّة.

– شخصيًا لم أعلم حتى الآن تعيشين؟ هل تحبين التنقل كثيرا؟

بين الرياض و اسطنبول, مين فينا ما بيحب التنقل و السفر؟ D:

لو في بلدان بتستقبلني بدون فيزا ف كنت سافرت ع كتير أماكن بس للأسف ما في, و كوني سورية ف الحصول ع أي فيزا جداً صعب.

– كيف كانت بدايتك مع الرسم والفن؟ وهل كانت هواية ذاتية أم مكتسبة؟

من لما كنت صغيرة كنت ارسم, بس كانوا الرسمات كلهم بشعين كتير ههههه

اتطورت القصة معي من 5 سنين تقريباً.

فينا نقول انو بحب الفن والرسم و هاد شي ذاتي, بس التقنية مكتسبة مع الوقت. (ولو انو ل هلأ التقنية ما زابطة كتير و لسابدها وقت كتيييير و كل ما زالو الواحد بيتعلم)

– هل يمكننا القول بأنك لم تعاني من ناحية الموارد والدعم؟

اي فينا نقول انو ما عانيت مع هاد الموضوع, أهلي دايماً بيحاولوا يوفرولي كلشي بحتاجه و دايماً داعميني بهي الشغلة.

– عندما أشاهد أعمالك الفنية، تثير اهتمامي شخصياتك، عن ماذا تعبّر؟

هلأ ما كنت اعرف عن شو بتعبّر الصراحة ههههه, بس اكتشفت انه كل حدا فيهم برسمه ب حالة مزاجية معيّنة ف بالتالي بيكونوا بيعكسوا الحالة اللي بكون فيها و بحس انو هاد الشي بيبين عن طريق الألوان اكتر من تعابير وشوش الشخصيات.

و هم صح انه كلهم بيبينوا مكتئبين D: بس مو دايما يعني انهم مكتئبين.

– هناك لوحة فنية لشخصية (تلعق) شخصية أخرى أثارت فضولي، ماذا عنها؟

سكيتش صغير هاد, بالنسبة إلي الشخص اللي عم يُلعق هو حدا ضايع و مالو عرفان شو بيساوي بالحياة, و الشخص اللي عم يقوم بفعل اللعق هو حدا عم يتحكم فيه يوجهه لكن بأوهام و خطط حياتية خيالية.

ما بعرف اذا عرفت وصّل الفكرة بالشرح هاد, بس بالنهاية كل واحد بيفهمها ع كيفو و ع حسب الشي اللي شايفو D:

– هل هناك مدرسة فنية تتأثر بها أعمالك الفنية كثيرا؟

ما في مدرسة معينة لأنه متل ما حكيت فوق انه لسّا عم حاول طوّر حالي أكتر و اتعلّم و لهلأ الرسم بالنسبة الي بس هواية مالي متمكنة منه.

– إذا أمكننا معرفة اللوحة الأكثر قربا منك؟ فأي لوحة ستكون؟

هدول التنين:

– على صعيد المهارة، هل هناك منهجية يجب على الفنان الواعد اتباعها؟

برأيي انو بيضلّه بيحاول يعمل شي جديد و ما يحصر مخه ب طريق معيّن, و بيمارس الفن اللي عم يعمله (شو ما كان هاد الفن) عطول و بيلاقيله وقت, لانه مع الممارسة الواحد بيكتشف قصص جديدة و أساليب جديدة و بيصير بيعرف شو اللي محبب اله و يكتشف امكانياته.

– بالنسبة للألوان، لوحاتك تنقسم بين الملون والغير ملون، هل هذا فعلٌ مقصود؟

على حسب الحالة المزاجية أو الوقت

الغير ملونين غالباً بيكونوا سكيتشات ع دفتر بكون عاملتون عالطريق بالباص, ب كوفي شوب, الخ

الملونين غالباً بعملون لما بيكون في وقت كبير و بكون بالبيت و كل الادوات متوفرة.

– هل قمتي في السابق بالمشاركة في أي معرض فني؟

لسّا, بتمنى عن قريب D:

– في ليبيا، هناك موجة شبابية مهتمة كثيرا بالفن، هل هذا سيعيد للفن مكانته في البلاد؟

لمّا بتكون غالبية الجيل ببلد ما مهتمة ب شي معين ف حتسعى انو تنشره أكتر, الرسم مثلا, لما تلاقي عالم كتار مهتمين فيه ف حيطالبوا و يسعوا بتواجده و مشاركته أكتر, حينتشر عن طريق معارض أو سوشال ميديا أو غرافيتي عحيطان الشوارع أو أي كان, و لما هاد الشي بيصير حتلاقي عالم أكتر صارت مهتمة فيه, ف بتخيل اي هاد الشي بيرجّع مكانته.

– أعمالك جميلة وساحرة ومثيرة للاهتمام، ما هو الوصف الذي لا تفضلينه في حقها؟

شكرا كتير D:

ما بحس انو فيك تحب او ما تحب وصف معين, انت عملت شي بتحبو وخلص, رأي الأشخاص التانية حتتقبلو شو ما كان, و اذا كان شي سلبي من الأغلبية ف هاد الشي بخليك تتعلم و تتطور أكتر.

– لنترك اللوحات الفنية على جنب، بماذا أيضًا تهتم جودي؟

بهتم بالموسيقى و الأكل D: و التصوير و الفضاء

– ما هو كتابك المفضّل؟ فيلمك المفضّل؟ نوع الأغاني المفضّل؟

ما بقرأ كتير, بس فيني قول تراب الماس لأحمد مراد

مستحيل نقي فيلم واحد بس!

بسمع كلشي, حررررفيّاً كلشي, ما في نوع مفضل, كل نوع اله حلاته.

 

 – لاحظت أنك من محبي مشروع ليلى (الغنائي)، ماذا يعني لك المشروع؟

مشروع ليلى كنت بحبهم كتييييير بأول ألبومين وكانوا اكثر فرقة مفضلة يعني،

هلأ عادي، مش كتير بس أنو لسا بسمع أغانيهم القديمة,

بحسهم هيك مختلفين وعندهم النمط الخاص فيهم بين الفرق العربية

 

– أنا أؤمن بفن السينما كما تعلمين، ما رأيك أنتِ في السينما؟

باختصار السينما بحسها الشي العظيم الجامع لكلشي بالحياة.

– كدت أنسى، صوتك في الغناء جميل، لماذا لا تنشرين تجاربك بشكل مستمر؟

كمان شكراً D: , ما عم مارس الغنا كتير بهي الفترة, و لسا بدّي تمرين كتير ليطلع شي جاهز للمشاركة.

– هل هناك حلم وطموح على الصعيد الفني تنوي جودي تحقيقه في المستقبل؟

بتمنى انه يبطلوا الرسم او الغنا مجرد هوايات, يعني بصير متمكنة جداً منهم.

ان كان عالرسم ف بدي وصل لمرحلة يكون رسمي فيها خارق و متطور عن هلأ بكتييير و اعمل فيها معارض كبيرة و هيك D:

و ان كان عالغنا ف بدي وصل لمرحلة يكون صوتي فيها تمام و بقدر اني قدم شي مستقل عالسوشال ميديا.

– ما هي النصيحة التي تودين دائمًا تذكير الأصدقاء والناس بها؟

كونوا ع طبيعتكم و ما تتصنعوا كرمال شي, البساطة حلوة D:

لما تزعلوا من شي او يصير معكم مشكلة, تخيلوا أديه في كواكب و مجرات و نجوم و تخيلوا كوكب الأرض, و قارنوا  أديه نحنا صغار بالنسبة الهم و اديه في قصص نحنا لسا مو شايفينها برا نطاق الكوكب اللي عايشين عليه, ح تحسوا انو مشكلتكم صغرت D:

اسمعوا موسيقا كل يوم D:

– استمتعت كثيرًا بهذا الحوار، هل تتوقعين حدوث لقاء بيننا في المستقبل 🙂 ؟

و أنا كمان كتير:)), و شكراً ع كلشي حكي حلو حكيته و شكراً عالحوار كلّه من الأصل,

اي ليش لا! حكون سعيدة اذا صار هاد الشي صديقي.

لمحة بسيطة عن أعمالها الفنية:

                        ( الصورة التي ذُكرت في الحوار )

وغيرها من الأعمال الملفتة تجدونها في حسابها الشخصي على الأنستغرام: Judyblah

..

2 thoughts on “حواري مع الشابّة جودي العثمان – سورية تمارس حياتها بشكلٍ فنّي

Add yours

Leave a comment

Website Powered by WordPress.com.

Up ↑