
الموسيقى بالنسبة لي هي العنصر الأهم دائمًا، كلّ ما أمارسه عليه بطريقة ما أن يكون متصلًا بالموسيقى، وهذا لا يحدث مع الجميع، لكنني أجد نفسي من ضمن الذين يتأثرون مزاجيًا بالموسيقى، وهذا الفيلم لم يكن سيظهر لولا أن صاحبه ليس ممن يتأثرون بالاستماع للأغاني ويحاولون مزج ألحانها وإيقاعتها بإيقاع الحياة الواقعية. هذا الفيلم لم تكن لديه القدرة على تقديم قصةٍ مبتكرة أو مثالية، لكن خدم على تحقيق غايته المتأثرة بمجموعة Play-list جعلته يظهر مختلفًا وبمعالجة (سمعية/بصرية) حققت مرادها وبعلامة ممتازة.
يقول الناقد والصديق (أمجد جمال) أن هذا النوع من الأفلام يصنف ضمن أعمال ال Cool Movie، وأن تصنيفها هذا يضعنا بسهولة في الصورة التي سنتمكن خلالها التفاعل معه كمشاهدين أو نقّاد أيضًا. يضيف أمجد أن مؤثر ال feel-good Movie يتحقق نتيجة مشاهدتها، كما أن أعمال (Cool Movie) لها عدة مميزات تجعلها تحمل هذا التصنيف. أتفق كثيرًا هنا، هذه أفلام قد يصعب التفاعل معها، لأنها تضع الانطباعات الأولى في وضعٍ محيّر قياسًا للتحولات التي تحدث فيها، لكن نتائجها دائمًا ما تكون مرضية وعلى قدر كبير من الفرجة والمتعة والقوالب البسيطة التي بالرغم عنها تخطف أنظارك تمامًا.
يعالج المخرج الفذ (إدغار رايت) فيلمه هذا برؤية تعتمد كليًا على الفُرجة البصرية، قصّة مثيرة بشخصيات يبدو على معظمها الاضطراب والتأثر بالماضي، مشاهد مطاردة وسطوٍ مسلح، قصة حب شأنها أن تساعد النص على الانسياب قليلًا في المنتصف، كل هذه التفاصيل لم تكن بالشيء الجديد، عدا أن ذكاء المخرج ونجاحه هنا بإبتكاره فكرة مزج ال Play-list الموسيقي لشخصية البطل بكل مجريات الفيلم، وكأن السماعات التي يضعها البطل نحن أيضًا نضعها في الواقع. هذه الفكرة كانت في ذهن المخرج منذ فترة التسعينات، عندما بدر في ذهنه بعد تأثره بإحدى الأغاني أنه يجب صنع مشاهد مطاردة على تلك الأغنية. هذا ما جعله يطبق الفكرة حرفيًا وبشكلٍ إبداعي جعل بساطة القصّة يمكن لها أن تكون مرضية، طالما أن الإبتكار وخلق المتعة بشكلها المبتكر يمكنه التحقق هنا.

لا أخفي عنكم الصعوبة التي وجدتها في التفاعل مع العمل 10/10 أو أقلّ بقليل، لأن قالب القصّة ومجرياتها لم يكن مطابقًا للتوقعات التي كنت وضعتها بعد الإشادة بالفيلم، لكن كل هذا وبصريح العبارة لا أجده سلبيًا بالمجمل، لأن التفاعل حدث في النصف الأكبر والأهم بالفيلم، بفكرة المزج ما بين الأغاني والمشاهد، كما أن الطابع الكوميدي والجو الممتع للفيلم من نواحي التصوير والمونتاج و (الساوند تراك) أضاف أبعادًا تميز بها (بايبي درايفر).
الأداءات التمثيلية جاءت بسيطة كما كان متوقعًا منها، غير أنه يجب الإشادة بإدارة المخرج (إدغار) للممثل الشاب: “أنسيل إلجورت”، الذي قدم أداءً جيدًا عكس أفلامه المسبقة التي كان فيها مجرّد مؤدي لا أكثر. بقية الاسماء معروفة، جميعها قدّم ما يمكن.
(بايبي درايفر) من أفلام الحركة التي سيكون لها حضورًا بقوائم أفضل أفلام الحركة والأكشن بالسينما، لأنه عمل يتميز بحركات جديدة على مستوى الإبداع السينمائي، وهذا ما يجعله من المشاهدات المميزة بأعمال 2017، مع التأكيد على وجود (ثغرات) في تفاصيل كثيرة بالقصّة وأحداثها، إلا أن هذا الأمر لا يؤثر على النتيجة التي تخرج منها معه.
تقييمي: 7.5/10
Like this:
Like Loading...
الشيء الوحيد يلي ضايقني في الفيلم كان اداء جيمي فوكس، أظن لأن الدور كان يبي حد وغد أكثر منه. بالنسبة للفيلم بشكل عام، ناقصته حاجة، وهي اظن عنصر المفجأة. بس كان ممتع جدًا بالنسبة ليا.
LikeLike
أعتقد أننا متفقين في نقطة الحاجة الناقصة، وحاولت التأكيد عليها حتى في نهاية المراجعة الخفيفة، بس ممكن لأنه فيه جديد فكان بالفعل ممتع ونتيجة المشاهدة رغم الثغرات كانت مرضية. جيمي فوكس نفس أداءه بالفيلم الكوميدي (مدراء سيئين) لو تذكري، اللي كان فيه كيفين سبايسي برضو. أداءات عادية ما حسيتهش قوية لكن كانت مقدمة اللي عليها.
LikeLike