( تحليل مُستقل لواحد من مشاهد الفيلم المفضّلة لدي )


أعتقد أن “لا لا لاند” وبكل ثقة فيلما لا يخاطب عشاق الموسيقى، ولا حتى عشاق السينما، وليس حتى فيلما من دون (سيناريو) كما يظن بعض منتقديه معتقدين أن كل ما في غايته الرقص والحب والموسيقى، لأنني على المستوى الشخصي لم أتفاعل مع هذه التفاصيل التي يمكن ذكرها كتيمة أساسية وإنطباع أولي، بل مع (ما وراء الحوار/قصة الحب/الموسيقى)، هذا ما يرفع من قيمة نص الفيلم في كل مرة أشاهده وأكتشف شيئا في الما وراء، قيمة فنية بليغة، فالحفاظ على جودة العمل السينمائي وإيصاله لذروة (كل تفصيلة صغيرة) ليس بالضبط الهين، هذا عمل متقن بمستوى رائع!
ما أعادني لذكر هذا هو المشهد الموضح بالصورة، واحدا من أبرز المشاهد التي أثرت بمحمد شخصيًا، وكأن الخطاب الدارج كان يعني إحدى تجاربي السابقة، التي كنت أتعامل فيها مع الموقف بشكل (طفولي) أشبه بتعامل “ميا” عندما جاءها “سباستيان” لكي يخبرها بفرصة مثالية للعودة إلى تجارب التمثيل، لتخبره بالتالي: “لن أذهب، ذهبت لتجارب أداء عديدة ونفس الشيء يحدث كل مرة! ذلك ربما لأني لست جيدة بما يكفي.” وأعادت تكرار موقفها لتذكر مجددًا: “قد أكون من بين الذين يرغبون دومًا في التمثيل، لكنه حلم مستحيل بالنسبة لي، وأنا لا أريد فعل هذا بعد الآن.” هنا يسألها سباستيان: “لماذا لا تريدين فعل ذلك؟” ..
تجيب ميا: (لأنه يجرح مشاعري كثيرًا)..
يجيبها سباستيان هنا: (أنتِ طفلة).
بكل بساطة حوار غير عادي يلخص في قول سباستيان (أنتِ طفلة).. هنا المعالجة العاطفية المبنية على (الشريك/السند) بكل ما تحمله من معنى! الجملة التي أعتقد أن كل الحالمين والطموحين يحتاجونها في كثير من الأوقات الصعبة. مسألة وقوع الشخص في مصيدة الفشل الواقعة على بعد إنشات صغيرة من تحقيق الحلم تتشكل من هذه المفاهيم، مفاهيم مثل: (لست قادر).. (مشاعري مجروحة).. (لا أحد يهتم بي).. وغيرها. وهي أشياء يمكن وصفها بالعواء الذي يمارسه الطفل دائما، قبل النوم وبعد النوم وفي أي لحظة، كونه طفل، يحتاج لأسرته، لبيت راحته، يرغب في أن تكون كل الأمور سهلة، مناسبة، وعلى قدر هائل من المثالية، وهذا كله لن يساعد الشخص الناضح، الحالم بالأخص، في أن يحقق ما كان يرغب في تحقيقه يوما.
وجود الشخص المساند في الحياة مهم، ولو في مرحلة ما من حياتنا، ولهذا يعجبني في الفيلم أنه جاء بالقدر الذي يرضيني وفقا لما أفهمه عن العلاقات العاطفية، وهي أن هذه المساندة وهذا الدعم لا بد منه، لكن بالكاد لا يجب له الاستمرار. الشخص المساند هنا هو (ٍسباستيان) بسبب وقوع (ميا) في مصيدة ما قبل الوصول (الوصول إلى الحلم ومحاولة تحقيقه بالفعل)، ولهذا يواجهها بلفظ هي كانت تحتاجه: (أنتِ طفلة).. بمعنى آخر: (لا تكوني طفلة وأخرجي من هذه المعتقدات و Go ahead).. مسألة ضرورية وفعّالة جدًا في واقع معظم علاقاتنا حتى غير العاطفية، في واحد من أبرز مشاهد الفيلم ومن مفضّلات الحوارات بالنسبة لي دائما.
Like this:
Like Loading...
Leave a Reply