في عندنا مصطلح في ليبيا نستخدموا فيه على نوع معين ونادر جدًا من اللاعبين، مصطلح إن اللاعب الفلاني (حسس كورة)، مصطلح ما يختلفش واجد على: (سطا، لعيب، وغيرها)، لكن يمكن نقولوا إن له خصائص تميزه على معاني المصطلحات الأخرى، والحسس موضوع له علاقة بأسلوب اللعب حد ذاته، بطريقة استلام الكورة وتمريرها، طريقة الجري بالكورة وبالمهارات المرتبطة بيها، الحسس انك تكون مش بس لاعب متمكن ويقوم باللي عليه، لكن إن تكون عندك اللمسة الفنية في كل لعبة تقوم بيها، أسلوب يخصّك أنت، “رونالدينهو” وزي ما ديما نقول كان اللاعب المثالي بالنسبة لي دائما، وهو المثال على لاعب الكورة اللي عرف كيف يجمع بين أمرين: (الكورة كمتعة وفُرجة، والكورة كلعبة ومنافسة وإنجازات)..
كان متفوق في الحالتين وغيّر نظرة المهتمين بالجانب الرياضي على أنها مسابقة ويفترض بيها دائما تكون (مهنة مرتبطة بأهداف محددة)، لأ، لكن في كونها لعبة في الأصل مهتمة بالفرجة وبالفن والمتعة اللي فيها، في كونها كرة قدم تأسست على نقل الحضارة الإنسانية من مشاهدة حلبات صراع ومجازر بشرية إلى مباريات كروية الكل يهتم بيها ومافيش حد خاسر.
رونالدينهو اعتزل رسميا، اللاعب اللي الكورة معاه مختلفة، الأسيست متاعه، الجرية متاعه، طريقة مداعبته للكورة لهذا سموه بالساحر، لأن بالفعل لاعب ساحر ومافيش مثيل له على الإطلاق، أهدافه، ضحكته اللي ديما موجودة على ملامحه في الملعب، تحسّه محتفظ بقيمة الكورة كونها زي ما قلت لعبة ممتعة، حقق إنجازات فردية وجماعية، خذا الكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم، توِّج بكأس العالم ودوري الأبطال، توِّج بدوريات كبرى مثل الأسباني والإيطالي ومالعبش في الدوري الانجليزي، عرف كيف يراوغ مدافعين كبار وأيقونات في نواديهم أمثال بويول ونيستا وتيري وغيرهم، مافيش حاجة ما درهش، حط الكورة بين كرعين أي لاعب تتوقعه، حركة ال elastico المشهور بيها، الباص عيون، الاستلام/control اللي نعتبره شي خارج عن العادة وخُرافي ولا يصدّق.
في وداعيته مازال يمزح ويقول إن مافيش مشكلة لو في نادي يبيني نلعب معاهم بشرط ما نجيش للتدريبات، مازال عنده الرغبة، مازال الوحيد اللي حتى مع اختفاءه على الشاشة يمارس في مباريات ودية باستمرار سواء ملاعب كبرى أو صغرى ويمتع فينا بذات اللمسات والأهداف وكأن الموضوع بالنسبة له So easy وتافه! ودّع الرياضة في مقولة موجودة في الصورة تقول: “لو تبو تدفنوني، ادفنوا معايا (الكورة/ball) لأنها حياتي”، معتبرها حياته لأنها نقلاته من البرازيل والفقر اللي غادي لواجهة رياضية العالم مُنبهر بيها ومش لاقي حد يعوضها الآن، يعوضها مش بس من ناحية المهارة، لكن مهارة وشخصية وحسس.
أيقونة أخرى تودّع الملاعب، شي متوقع كيفه كيف وجودنا في الحياة، لكل شيء بداية ونهاية، بس في نهايات مختلفة، رونالدينهو مش حيلعب كورة، لكن اللي قام بيه ما انتهش، مازال في ذاكرتنا ومازال في قدرة نتفرجوا عليه ونتحسروا على أيام كانت الكورة مش بس تمتعك وتفرحك، كانت بالفعل كورة ما تفكرش في الانتقالات وال $ أبدًا!
سلام يا فنان، يا حسس، يا أفضل من داعب ومارس سحره على كرة القدم!
لست من متابعين للكرة القدم إلا أنني أحمل ذكريات من الطفولة عندما كنت أشارك أخي في لعبة البلايستيشن فبقيه اخوتي كانوا اصغر سناً منه حفظت اسماء اللاعبين
من زيدان ودايفيد بيكهام ورنالدوا وروبيرتوا كارلوس وغيرهم في ذلك الوقت كان رونالدينهوا لاعباً جديد على الساحه الكروية وأذكر جيداً انبهار أخوتي به ومحاولتهم لتقليده الجميل في شخصيته ما ذكرته أنت أنه يلعب ليستمتع وليحقق نجاحاً بطريقه ممتعه وسهلة وملفته للنظر وأنه لم يلعب ليكون الأغنى والأكثر ثمناً أو الأكثر تباهياً بعدد الأصفار التي ينتقل منها من فريق لآخر
أسلوبك في الكتابة جميل جداً
LikeLiked by 1 person
تماما، هو من بين الشخصيات التي ارتبطت بطفولتنا وفترة مراهقتنا أيضًا.
سعيد جدًا بثناءك على أسلوبي، شكرًا.
LikeLiked by 1 person